-A +A
توفيق الصاعدي
بعض الناس لديه نظرية سيئة في التعايش، فهو في خصومة مع الكل وضد الكل.. من باب (أنا أتهاوش إذن أنا أعيش) فهو في اقتتال وخصام دائم مع الجميع.. بسبب وبدون سبب.. يبحث عن المشاكل في كل مكان.. فإن كان إعلاميا شن حملة ضروسا على الكل ــ أعداءه وأصدقاءه ــ هذا إذا كان له أصدقاء.. وإن كان موظفا (تهاوش) مع زملائه في العمل وأطلق لسانه على الكل.. وإن كان مديرا أو رئيس قسم تبهذل كل من هو تحت يده.. فمن خلاف على الدوام أو على الخروج أو الاستئذان إلى بث الجواسيس والبصاصة وأهل النميمة من باب: أيش يقولون فيني؟ والعجيب أن أقرب الناس إليه أكثرهم نميمة ونقلا للكلام.. ما علم هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا يدخل الجنة نمام).. كذلك لو تأمل قليلا لوجد أن أكثر الأعمال نجاحا وإنجازا أكثرها تكاتفا وألفة، وأنجح الإداريين هم من يحبب الموظفين بالعمل وبه أيضا، ويجعل جو العمل أسريا ويغض الطرف عن الأمور السيئة ولا يقبل كلمة أو نصيحة من نمام.. ولكن مع الأسف انقلبت الموازين لدينا حتى أنك لتجد أكفأ الناس وأصدق الناس هم أبعد الناس عن الناس، أما صناع المشاكل والذين لو توقفت المشاكل اختفوا مثل السراب.. لذلك تجدهم يبحثون عن المشاكل والخصومة في كل مكان حتى يبقوا على السطح وفي الواجهة.. ومع الأسف هم من يصعدون السلم إلى ما يريدون!!.

talsaadi1@gmail.com